بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل وقوله الحق ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ) وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله القائل صلى الله عليه وسلم : يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها . والقائل صلى الله عليه وسلم : اقرءوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه . والقائل صلى الله عليه وسلم : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف . والقائل صلى الله عليه وسلم : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران . والقائل صلى الله عليه وسلم : إن لله أهلين من الناس فقيل من أهل الله فيهم ؟ قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته . وبعد أخوتى فى الله فإن قراءة القرآن بطريقة صحيحة لها فضل كبير عند الله وهى ما تسمى بالتجويد العملى وهو واجب وجوبا عينيا على كل مسلم ومسلمة يقرأ القرآن وذلك لقوله تعالى ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) . أما معرفة قواعد التجويد وأحكامه العلمية فهى واجبة وجوبا كفائي بمعنى إذا قام به البعض سقط عن الجميع وإن لم يقم به أحد أثم الجميع . ومن هذا المنطلق نرى مدى أهمية تعلم أحكام التجويد . وعليه فقد رأيت من واجبى كمسلم أن أكتب فى هذا الموضوع داعيا المولى عز وجل أن ينفع به ويجعله خالصا لوجه الكريم . وأبدأ مستعينا بالله قائلا .
أولا تعريف القرآن الكريم :
هو كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المنقول إلينا تواترا . وتواترا تعنى أنه سمعه أمين أهل السماء جبريل عليه السلام من رب العزة وأسمعه لأمين أهل الأرض محمد صلى الله عليه وسلم ومن رسول الله إلى أصحابه ومن أصحابه إلى التابعين ومنهم إلى تابعى التابعين حتى وصل إلينا .
ثانيا : من أسماء القرآن الكريم :
القرآن والفرقان والكتاب والذكر والتنزيل وهى أسماؤه الخمسة المشهورة أما صفاته منها الكريم والنور والمبارك
ثالثا مراتب القراءة :
للقراءة أربعة مراتب هى التحقيق والترتيل والتدوير والحدر وجميع هذه المراتب جائزة وسوف نتعرف عليها كما يلى .
التحقيق :
هو قراءة القرآن بتؤدة أكثر وأشد اطمئنانا مع تدبر المعانى ومراعاة أحكام التجويد وتستحسن فى مقام التعليم مع الاحتراز من التمطيط والإفراط فى إشباع الحركات حتى لا يتولد منها بعض الحروف كالمبالغة فى الفتح فينتج حرف الألف والمبالغة فى الضم فينتج حرف الواو والمبالغة فى الكسر فينتج حرف الياء .
الترتيل :
هو قراءة القرآن الكريم بتؤدة وطمأنينة مع تدبر المعانى ومراعاة أحكام التجويد وهى تلى التحقيق فى الأفضلية .
التدوير :
هو قراءة القرآن الكريم بحالة متوسطة بين الاطمئنان والسرعة مع مراعاة أحكام التجويد وهى تلى التحقيق والترتيل فى الأفضلية .
الحدر :
وهى قراءة القرآن الكريم بسرعة مع المحافظة على أحكام التجويد وتصلح لمراجعة القارئ لما يحفظه من القرآن وهى مرتبة تلى التحقيق والترتيل والتدوير فى الأفضلية .
وبإذن الله تعالى نستكمل الحديث قريبا إن شاء الله سألنا المولى عز وجل أن يمن علينا جميعا بالتوفيق وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما يعلمنا . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته